إلى حصن الألفا

إلى حصن الألفا

Katherine PetrovaKatherine Petrova

121.8k Words /Completed/18+

مقدمة

كانت دقات قلبي المتسارعة وخطواتي المتعثرة هي الأصوات الوحيدة التي يمكن تمييزها وسط هدير النار خلفي. كانت الدموع تنهمر على وجهي بينما أحتضن ذراعي، مغطاة بعلامات الحروق الجديدة. سعلت بشدة بينما كانت رئتي المملوءة بالدخان تصرخ طلباً للهواء. كان الذئب في داخلي يئن في زوايا عقلي. قوته الجديدة كانت معطلة بسبب السم الذي حقن في عروقي. ركضت نحو ظلال قطي، متجنبة أي شخص أستطيع تجنبه وأنا أبحث عن مساعدتي الوحيدة. يجب أن يساعدها. بدأت رؤيتي تتشوش بينما النار البعيدة ترقص أعلى في السماء. ضغطت شفتي المتشققتين معاً وأطلقت صفيراً حاداً ومميزاً. انهارت ساقاي تحتني وسقطت على الأرض بقوة، ضاربة رأسي بصخرة مسطحة. صفرت عدة مرات أخرى بينما بدأت أزحف، مكشرة أظافري الهشة الملطخة بالدم.

"ساعدها... نوح"، تمتمت بصوت متقطع من التراب بينما بدأ عقلي يضطرب.

جاء صفير مميز من يميني بينما كنت أتعثر على الأرض، وملابسي تتشبع أكثر بالدماء القرمزية الطازجة.

"كال"، نادى أحدهم بالقرب، لكن حواسي كانت مشوشة للغاية لتمييز المسافة.

صفرت بضعف رداً على الصوت بينما أزحف نحوه.

"كاليستا، أين—يا إلهي"، صرخ وهو يركض نحوي.

دحرجني بلطف وقبض على وجهي.

"ماذا حدث؟"، سأل بقلق بينما كانت عيناه العنبرية تفحص جروحي.

"أرجوك... أمي... النار"، توسلت بينما كان صوتي يتشقق، وحلقي يحترق بلا راحة.

"اللعنة"، لعن وهو ينظر حوله.

حملني بسرعة بينما كنت أعض شفتي لمنع صرخاتي من كشف موقعنا. ركض بأقصى حذر ممكن بينما بدأت رائحة الدخان تملأ أنفي مرة أخرى. وضعني بلطف في ظلال منزل قريب قبل أن يركض نحو منزلي المشتعل. صليت من أجل نجاتها بينما كان الذئب في داخلي يعوي بحزن في زوايا عقلي. بدأت حواف رؤيتي تظلم بينما كان تنفسي يثقل صدري.

"أمي"، ناديت بصوت متقطع، مكتوم بصوت تشقق النيران.

بعد لحظات قليلة، سمعت العشب يصدح بينما كان أحدهم يركض نحوي.

"يجب أن نذهب"، قال نوح وهو يلتقطني بلطف.

"أمي"، قلت بصوت متشقق، ومددت يدي المرتعشة الملطخة بالدم خلفه.

"أنا آسف."

حاولت بكل ما أملك من قوة أن أقاومه حتى أتمكن من البحث عنها في النار بنفسي، لكن قوتي كانت تخذلني.

"لم يعد هناك شيء لنا هنا"، قال وهو يركض نحو الغابة.

من خلال تشوش رؤيتي، شاهدت النيران تدمر الشيء الوحيد الذي جعل الحياة تستحق العيش. انكسر قلبي بينما كانت وعيي يتلاشى، وسقطت في الظلام، مستمتعة بفرصة للراحة من الجحيم.

Next Chapter